الأحد، 16 أغسطس 2009

صحيفة المستقبل

إصدارات

المستقبل - الاثنين 25 أيار 2009 - العدد 3314 - ثقافة و فنون - صفحة 20



حرب العاجز..
سيرة عائد سيرة بلد

[ الكتاب: حرب العاجز.. سيرة عائد، سيرة بلد
[الكاتب: زهير الجزائري
[ الناشر: بيروت، دار الساقي، 2009

عاد زهير الجزائري الى العراق عقب غربة قسرية دامت أكثر من عشرين عاماً. وراح يستقصي بعين الصحافي الخبير أموال البلاد وناسها، مقارناً بين الماضي والحاضر، مستذكراً أمكنة وأصدقاء وأقارب وأياماً وحكايات. ويمعن في نقد السلبيات المؤلمة التي انطوى عليها النظام السابق التي أدت في ما أدت إليه، الى نزاعات وصراعات دموية بين أبناء البلد الواحد، أوصلت البلاد والعباد الى السقوط في فخ الفقر والتهجير ناهيك باستنزاف للموارد البشرية والثروات الطبيعية والمقدرات الوطنية.
تتضمن هذه الرواية المقتبسة من جحيم الواقع وتفاصيل المعاناة تشريحاً عميقاً لممارسات قوات الاحتلال الأميركي على كل المستويات، اضافة الى الكشف عن الحقائق المشبوهة لأفكار تنظيم القاعدة ومخططاتها الارهابية بقيادة أسامة بن لادن.
رواية طالعة من أتون العراق وحريقه ونيرانه التي أكلت الأخضر واليابس. كأنها وضعت تحت دوي القصف ولعلعة الرصاص بين أكوام الجثث والأشلاء المتناثرة.





"ألفرد وإميلي"
للروائية دوريس ليسينج

[ الكتاب: ألفرد وإميلي
[ الكاتب: دوريس ليسينج
[ الناشر: بيروت، الدار العربية للعلوم، مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، 2009

في هذا الكتاب تقدم الروائية الحائزة على جائزة نوبل للآداب عام 2007، كتاباً شيقاً يتعمد الفصل بين الواقع والخيال، في سرد جميل متماسك للحياة الحقيقية التي عاشها والداها، وفي سرد آخر متخيّل خاص برؤية الكاتبة لما كان من الممكن أن تكون عليه هذه الحياة: "لقد حاولتُ أن أمنحهما حياتين كما كان يجب أن يكون لو لم تكن هناك حرب عالمية". الحرب العالمية الأولى هي التي فرضت عليهما نوعية الحياة، فالوالد الذي أصيب في ساقه واستبدلها بساق خشبية، حاول أن يحيا وكأنه ليس مقعداً أو كأن المرض لم يهزمه. لكنه "لم يتعافَ من الخنادق، و"كان ينبغي أن يدون في وثيقة وفاته ان الحرب العظمى هي سبب الوفاة. والأم التي أمضت سنين الحرب في تمريض الجرحى، ومنحت وظيفة رئيسة ممرضات في مستشفى القديس جورج، وكانت الكاتبة "في حالة حرب دائمة" معها، اذ كرهتها وأحست في نفس الوقت بشفقة طاغية من أجلها، وهي التي فقدت حبيبها الطبيب الذي قضى غرقاً في القنال، فلم تتعافَ من تلك الخسارة، وانتهت حقاً مستوحدة وحزينة ومريضة.
يطغى الصدق المباشر في التعبير عن الحقيقي والمتخيّل، عن أسلوبها الذي يتميز بالقوة والثبات اللذين يخفيان حرماناً وتوقاً للحنان والحنين والرقة، حتى في حديثها عن أكثر المواضيع ايذاء وأكثر الأحاسيس إيلاماً. وكأنها ترى الحياتين عن بعد سحيق ومن منظار عال يسمح لها بمعرفة تفاصيل تأثير العام وانعكاسه، أو على الأصح انسلاله الى حياة الأشخاص، للتحكم بهم وبصفاتهم وبمصائرهم. فكيف هي حال الأشخاص حين يكون ذلك "العام" هو وقع أحداث الحرب العالمية الأولى؟ الحزن سيكبّلهم: "سوف يشهد الذين عايشوا الحزن أنهم يشعرون به في أعماق قلوبهم، وكأنه ألم بارد ثقيل الوطأة"، والغضب سيتملكهم: "لقد عرف أناس كثيرون الجلوس والبكاء على نحو تعيس بقلب كسير. لكن الجلوس والبكاء على نحو غاضب، عاصف، ينم عن عدم الرضا بالنفس، انما هو أمر نادر". ولا شك ان الحقائق التي ترويها ستكون "مؤلمة تبعث على القلق".
رواية مثيرة للاهتمام، ممتعة للقراءة، آسرة بلغتها القوية واسلوبها المميز، كما بملاحظاتها الذكية وبتحليلاتها النفسية وعوالمها الداخلية، وبتعبيرها الذكي عن تأثير ثقل الواقع في تكوين الفرد وفي مسار حياته، وبإدانتها العميقة للحروب المدمرة للانسان وللانسانية، وللتلاعب بالبشر: "ثمة هوّة واسعة بين الناس الأذكياء في هذا العالم والناس الذين لا يملكون أي خيال، وربما سنسقط يوماً ما كلنا فيه".



الهيمنة الذكورية
صدر حديثاً عن المنظمة العربية للترجمة كتاب: "الهيمنة الذكورية" تأليف بيار بورديو، ترجمة الدكتور سلمان قعفراني.
الهيمنة الذكورية مترسخة في لاوعينا حتى اننا لم نعد نعقلها، وهي متوافقة مع انتظاراتنا حتى أننا نصاب بمرارة لدى وضعها موضع تساؤل. ان الوصف الإثنوغرافي للمجتمع القبائلي، وهو كونسرفاتوار حقيقي للاوعي المتوسطي، يوفر أداة فعالة للغاية لحل البداهات ولاستكشاف البنى الرمزية لذلك اللاوعي المركزي (الذكورة) الذي يعيش عند الرجال والنساء اليوم. لكن اكتشاف أوجه الدوام يُجبر على قلب الطريقة المعتادة في طرح المشكلة: كيف يتم العمل التاريخي لانتزاع اللاتاريخانية؟ وما هي الآليات والمؤسسات، مثل العائلة والكنيسة والمدرسة والدولة، التي تكمل عمل اعادة الانتاج؟ وهل يمكن تحييدها لتحرير قوى التغيير التي تعوق تحقيقها؟.

[ بيار بوديو (1930 ـ 2002): عالم اجتماع فرنسي وأحد أبرز الوجوه الثقافية في الحياة الفكرية في فرنسا والعالم.
[ د. سلمان قعفراني: دكتوراه في علم اجتماع المعرفة. أستاذ في الجامعة اللبنانية.
يقع الكتاب في 200 صفحة.



ما الجمالية؟

"ما الجمالية" كتاب صدر حديثاً عن المنظمة العربية للترجمة، تأليف مارك جيمينيز، ترجمة الدكتور شربل داغر.
يعتبر هذا الكتاب ـ مرجعاً في درس الفن والجمال، صدر في طبعته السابعة بالفرنسية، وبالعربية ـ اليوم ـ بعد ترجمات الى لغات عديدة. مؤلف الكتاب أستاذ بارز في جامعة السوربون الفرنسية، وباحث مرموق في الجماليات.
يعالج هذا الاصدار تاريخياً ونظرياً وتحليلياً فكرة "الجمالية" كسبيل دراسي وفلسفي، منذ التفلسف الاغريقي مروراً بالنظريات "الكلاسيكية" بلوغاً الى المذاهب الفلسفية المتأخرة. وهو بقدر ما يعاين الخطاب الجمالي يعاين أيضاً التجارب والأساليب الفنية، فضلاً عن انه يناقش تشكّل هذا الخطاب الخصوصي في نظرية الحداثة نفسها.
إن صدور هذه الترجمة العربية يستجيب لمجموعة من الحاجات، في الجامعة والمتحف وصالة العرض والذائقة العامة، كما في مكتبات الجامعي والفنان والمثقف والمتذوق، فضلاً عن أن الكتاب يقع في صلب الجدل حول الحداثة وما بعدها، وفي رهانات المجتمعات والثقافات لجهة أحكامها وقيمها وخياراتها الذوقية والأخلاقية والفنية وغيرها.
*مارك جيمينيز: أستاذ في جامعة السوربون الجديدة ـ باريس الأولى، مدير "مختبر الجمالية".
*د. شربل داغر: أستاذ في جامعة البلمند (لبنان)، كاتب في الجماليات. من مؤلفاته: مذاهب الحسن: قراءة معجمية ـ تاريخية للفنون في العربية، والفن والشرق: الملكية والمعنى في التداول (جزءان).
يقع الكتاب في 480 صفحة



المناخ المدرسي:
دراسة ميدانية

[ الكتاب: المناخ المدرسي.. دراسة ميدانية
[ الكاتب: فوزي بن دريدي
[ الناشر: بيروت، دار الاختلاف ـ مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، 2009

دراسة علمية وميدانية شاملة عن الوضع المدرسي داخل المؤسسات التربوية في الجزائر، يضعها هذا الكتاب بين يدي كل المعنيين والمهتمين بهذا المجال، ليبيّن المناخ العام المسيطر على هذه المؤسسات والتركيز "على السلبي منها والذي يؤدي في النهاية الى العنف المدرسي.
يدعّم المؤلف بحثه بالكثير من المخططات والمقترحات والجداول البيانية، لشرح كل تفاصيل هذا الموضوع الشائك الذي لا يطال فقط الجزائر بل يهم كل مجتمعاتنا العربية. فهذه تعاني من ازدواجية التفاعل بين أن تكون مدارسنا انعكاساً لمظاهر مشاكلنا الاجتماعية المتنوعة، وبين أن تضم الأجيال المقبلة التي يعوّل عليها في التغيير تحضيراً لتطبيق رؤية أفضل للمدرسة والمجتمع.
يوضح الكتاب معظم النظريات التي تتناول اشكالية المناخ المدرسي والعنف، بغية تنوع المصادر وشموليتها، ويقوم المؤلف بعملية ربطها بأرض الواقع التربوي الجزائري وخصوصياته، متطرقاً الى طرح مجموعة من الدراسات الجزائرية والعربية والغربية.
يعالج الكتاب الاجراءات المنهجية للدراسة الميدانية من كل جوانبها، وطريقة جمع المعلومات اللازمة من القطاع الاداري ومن وسط الأساتذة، وذلك بتفنيد آرائهم وتصوراتهم عن الموضوع، ومن ثم الانتقال الى التلاميذ أنفسهم، لتبيان رؤيتهم الخاصة وكيفية تفاعلهم مع مفهوم العنف وأشكاله ومناطقه. ويتطرق الكاتب الى عميلة تفريغ المعلومات التي يحصل عليها، وتبويبها ومن ثم تحليلها وتفسيرها والخلوص الى النتائج وايجاد الاجابات المطلوبة عن تساؤلات البحث.
يخرج المؤلف من هذه الدراسة، بدرس مهم، هو أن المشاكل التي تترك للتفاقم داخل المدارس الجزائرية سوف تسفر عن نمط من العنف يكون مردوده على كل هيئة الجماعة التربوية.
كتاب بحثي تحليلي، يحاول أن يضع اليد على الجرح التربوي في الجزائر، كنموذج لواقع التعليم في العالم العربي، بغية تفادي وقوع الأعظم من المآسي داخل المدارس

ليست هناك تعليقات: