الأربعاء، 19 أغسطس 2009

الاتصال مابين الثقافي وإشكالية المثاقفة

الاتصال مابين الثقافي وإشكالية المثاقفة

بينت التطور في الاتصال بين الثقافات في عصرنا الراهن عن تشكل ظاهرة سوسيو-ثقافية بمعنى الكلمة.لقد أصبح الالتقاء والتبادل عنصران جد متاحان، وأصبح العوائق الحدودية الكلاسيكية تنهار أمام اكتساح وسائل الاتصال الحديثة من إنترنيت وهاتف ...الخ.

ويمكن النظر للأمر من وجهين أحدهما يظهر أن هذا الاتصال له فائدته في التقريب بين الثقافات ومنع الانعزالية المفرطة التي تؤدي إلى زيادة سوء الفهم وبالتالي إلى العنف والكراهية.

والوجه الآخر يظهر أن هذا الاتصال ما هو إلا وجه من أوجه "المثاقفة"التي تقوم على تكسير مقومات الثقافات الضعيفة ومحوها شيئا فشيئا لتقوم محلها الثقافات المتطورة.وهو ما يؤشر على سوء النية في أصل هذا التواصل.

والرأيين صحيحين في سياقهما، ففعلا الآن أصبح من الممكن لساكن كوخ في إفريقيا يكون لديه ربط بالانترنيت أن يدخل إلى منتجات الثقافة وان يتعرف على أشخاص يبعدون عنه آلاف الكيلومترات مما سيشجع على تحطيم النظرة الانثروبولوجية البائدة عن الثقافات البدائية والثقافات المتطورة.

في المقابل فإن ضخامة ما ينتج من الأدوات المعرفية المتداولة يسير في اتجاه واحد وليس اتجاهين، بمعنى أن هذه الأدوات تنتج في الحضارة الغربية ويتم استهلاكها في الجنوب، الضعيف وغير المتحضر.وهنا برأيي تمكن المشكلة

لقد أصبحت دعاوى التقارب مابين الثقافات تثير الريبة والخوف لدى مثقفي الجنوب وتجعلهم يتساءلون عن أهدافها ومراميها، وهو ما يدلل على العوائق الكبيرة في التواصل بين مستويين حضاريين مختلفين من المفترض أنهما يتبادلان لا أن يمحو الواحد منهما الآخر.


ليست هناك تعليقات: