الأربعاء، 19 أغسطس 2009

"الحرقة"وإشكالية الإقصاء

"الحرقة"وإشكالية الإقصاء

انتشرت في الجزائر مؤخرا ظاهرة خطيرة سماها الشباب بالحرقة وتسمى في الأدبيات المتعارف عليها بالهجرة غير الشرعية.ومهما سميت أنها شرعية أو غير شرعية فإنها أمر واقع وتنتج مآسي يومية بين الشباب الجزائري.

الجزائر هذا البلد المتوسطي الرائع الجمال، والممتد في التاريخ مازال لم يتمكن من الوصول إلى بناء مشروع مجتمعي يستطيع أبناؤه العيش فيه بأمان على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.

إن التعبير الخطير للشباب عن الشعور بالإقصاء من خلال الرمي بأنفسهم إلى البحر وركوب مغامرة خطيرة بكل المقاييس تدل على درجة القنوط التي وصل إليها.

إن محاولات تجريم هذا الفعل أو إدانته دينيا لن يمكنا من حل المشكلة، لان هذا الفعل ما هو إلا نتيجة لتراكم مجموعة من العوامل أدت في النهاية إليه.ولعل فكرة عبور البحر للوصول إلى "الجنة" والحلم الأوروبي روع أوروبا وأظهرها على حقيقتها.فكيف لدول تقع في الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط تتغنى بالحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان أن تتعامل مع هؤلاء معاملة سيئة للغاية من خلال "معتقلات الاحتجاز" والأساليب اللاانسانية التي تخصها لهم.

إن تصور الدول المتوسطية كلها لهذه المشكلة والحلول التي تبنتها خاطئة، وتعمل على تدعيم فكرة الإقصاء التي تبنى يوما بعد آخر لدى الشباب الجزائري الذي يحاول أن يهرب من ظروف اجتماعية سيئة ليجد نفسه في ظروف أسوء في عالم تصور أنه الجنة وإذا به يتحول إلى جهنم.

ليست هناك تعليقات: